كتب مستخدم على موقع كورا هذا الطرح ضمن نقاش موسع، حيث تجمعت أسئلة وآراء حادة حول طبيعة نظام الحكم في مصر بعد عام 2013، وعلاقته بالولايات المتحدة، وموقف المصريين من عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى مقارنات مع تجارب إقليمية مثل باكستان وليبيا. طرح النقاش صورة متشابكة بين روايات تصف السيسي بصفته حليفاً للغرب ومتهماً بالاستبداد، وأخرى ترى أنه يمثل ما تعتبره الدولة العميقة ضرورة لحفظ الاستقرار.

 

يظهر تداخل بين التحليل السياسي والانطباعات الشخصية، وبين سرد وقائع تاريخية وتأويلات مؤدلجة، ما يفرض قراءة حذرة تفصل بين الوقائع المؤكدة والسرديات العاطفية.

 

الانقلاب على شرعية مرسي

 

بدأ الجدل مع الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، بعد عام واحد من توليه السلطة. يرى قطاع من المشاركين أن الجيش تدخل بسبب اعتراض الغرب على مرسي، واعتباره غير منسجم مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية، بينما ادعى آخرون على أن ملايين المصريين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على أداء جماعة الإخوان المسلمين.

 

يؤكد بعض المعلقين أن الجيش استغل الشعب ليعيد السيطرة المباشرة على الحكم، ويصوغ نظاماً يقوم على قبضة أمنية موسعة. 

 

تبرز هنا إشكالية تعريف ما جرى بالنسبة للمستخدمين غير المصريين، هل يصنف انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان أم تدخلاً سياسياً استثنائياً بدعوى إنقاذ الدولة؟

 

السيسي بين تهمة الدمية وسياسات المصالح

 

يربط كثيرون بين استمرار الدعم العسكري الأمريكي لمصر وبين فكرة "الحكومة الدمية". يذهب هذا الرأي إلى أن واشنطن تفضل نظاماً مستقراً مهما بلغ من القمع على حالة فوضى قد تهدد أمن إسرائيل أو تعطل حركة الملاحة في قناة السويس.

 

في المقابل، تظهر مواقف أخرى تؤكد أن السيسي يتحرك وفق حسابات مصالحه الاستراتيجية، وأن النظام الحالي لا ينفذ الأجندة الأمريكية بالكامل، بل يتخذ مواقف مختلفة أحيانّا تجاه ملفات إقليمية مثل غزة وسوريا وليبيا.

 

تشير تحليلات عديدة إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقة مصالح متبادلة أكثر منها تبعية مطلقة. تحصل القاهرة على مساعدات عسكرية واقتصادية، وفي الوقت نفسه تضمن واشنطن استقرار شريك إقليمي مؤثر. هذا التوازن يفتح الباب لتفسير مركب، يرى أن القاهرة ليست مستقلة بالكامل، ولا واقعة تماماً تحت الوصاية.

 

حقوق الإنسان مقابل خطاب الاستقرار

 

تتكرر في النقاش انتقادات حادة لانتهاكات حقوق الإنسان، حيث يتحدث المشاركون عن اعتقالات موسعة للمعارضين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، إضافة إلى تضييق على الحريات العامة. يصف البعض هذا الواقع بأنه عودة صارمة لدولة بوليسية تتعامل مع المجتمع بعقلية السيطرة لا الشراكة.

 

في المقابل، يبرز خطاب رسمي وشعبي يدافع عن السياسات الأمنية باعتبارها ضرورة لمواجهة الإرهاب والحفاظ على الدولة من الانهيار. يربط أنصار هذا التوجه بين الاستقرار الأمني وبين مشاريع تنموية كبرى شهدتها البلاد خلال عهد السيسي، مثل توسعة قناة السويس، وبناء العاصمة الإدارية، وشبكات الطرق الجديدة.

 

هكذا يظهر التناقض بين سرديتين: الأولى ترى في القمع ثمنًا فادحًا في رحلة السعي للاستقرار، والثانية تراه إجراء قاسياً لكنه ضروري في سياق إقليمي مضطرب.

 

هل يحب المصريون السيسي؟

 

ينفي النقاش فكرة الإجماع الشعبي. يؤكد كثيرون أن الشارع المصري منقسم، وأن التأييد موجود لكنه ليس شاملاً. تتراوح التقديرات غير الرسمية ما بين تأييد جزئي قائم على الخوف أو الرغبة في الاستقرار، ومعارضة صامتة تخشى التعبير العلني.

 

يصف عدد من المعلقين الرئيس الحالي تصفه فئات بكونه رجلاً أعاد عسكرة الدولة وقضى على حلم التحول الديمقراطي.

 

نظريات المؤامرة والسرديات البديلة

 

يتطرق النص أيضاً إلى اتهامات متطرفة تصف السيسي، وغيره من القادة العرب، بأنهم عملاء لقوى خارجية أو لإسرائيل، وتربط كل أزمات المنطقة بمشروع استعماري خفي. يرى محللون أن هذه السرديات تعكس حالة اليأس والغضب أكثر مما تعكس تحليلاً سياسياً دقيقاً، وتغفل عوامل داخلية معقدة مثل الفساد وبنية الدولة والاقتصاد الريعي.

 

في السياق ذاته، تثار تساؤلات حول وفاة محمد مرسي داخل قاعة المحكمة، حيث يشير البعض إلى شبهة الإهمال الطبي وانتهاك حقوق المعتقلين، بينما تغيب أدلة قاطعة تثبت وجود عملية اغتيال مخطط لها.

 

تعكس المناقشات على كورا صورة بانورامية للصراع حول سردية الحكم في مصر. لا يظهر السيسي في هذه الروايات باعتباره بطلاً قومياً مطلقاً ولا مجرد دمية خاضعة بالكامل، بل فاعلاً سياسياً يتحرك داخل شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية، بين مؤسسات عسكرية قوية وشارع منقسم ومصالح دولية متشابكة.


في النهاية، يظل السؤال مفتوحاً حول مستقبل العلاقة بين الدولة والمجتمع في مصر، وبين السيادة الوطنية والتوازنات الدولية، في زمن تتغير فيه موازين القوة بوتيرة متسارعة، وتتشكل فيه الشرعية على وقع الأزمات والآمال المؤجلة.

 

https://www.quora.com/I-have-a-question-for-those-who-are-familiar-with-Egypt-Is-Egyptian-President-Sisi-a-puppet-government-of-the-United-States-It-is-said-that-the-US-established-the-regime-by-assassinating-killing-the-previous